نادي النصر السعودي.

رد مثير من النصر بعد انسحاب الهلال من السوبر.. الشارع الرياضي يترقب تطورات غير مسبوقة

كتب بواسطة: احمد قحطان |

ما زالت أصداء قرار انسحاب نادي الهلال من بطولة كأس السوبر السعودي تتردد بقوة داخل الأوساط الرياضية، حيث تحول هذا القرار المفاجئ إلى محور جدل واسع، وفتح الباب أمام موجة من التوتر بين الأندية والجهات المنظمة، وسط أنباء عن ردود فعل محتملة من جانب أندية أخرى، أبرزها نادي النصر.

والقرار الذي أعلنه الهلال مساء الأحد، جاء في توقيت حساس، قبل أسابيع قليلة من انطلاق البطولة المرتقبة في الصين، والتي كان من المقرر أن تجمع بين أندية الهلال والنصر والاتحاد والقادسية، وذلك خلال الفترة من 19 إلى 23 أغسطس المقبل، ضمن خطة المملكة لنقل منافساتها المحلية إلى فضاء دولي أوسع.

إقرأ ايضاً:

من وعود الحب إلى الطلاق المبكر.. أين ينهار الزواج السعودي؟عملاق جديد في الجبيل: بين التخطيط والتنفيذ.. المتقدمة تحوّل مشاريعها إلى إنتاج فعلي

وبرر الهلال انسحابه بما وصفه بـ"الإرهاق الكبير" الذي يعاني منه اللاعبون عقب المشاركة القوية في بطولة كأس العالم للأندية، التي شهدت وصول الفريق إلى الدور ربع النهائي، وهو إنجاز احتفت به الجماهير، إلا أن قرار الانسحاب المفاجئ أثار موجة من التساؤلات حول التوقيت والدوافع الحقيقية.

وفي المقابل، لم يتأخر رد نادي النصر كثيرًا، إذ أشعل الإعلامي عبد العزيز العصيمي النقاش مجددًا بعد كشفه عبر حسابه بمنصة "إكس" أن إدارة النصر تدرس هي الأخرى خيار الانسحاب من البطولة، ما اعتبره البعض بمثابة زلزال حقيقي في الساحة الرياضية، وتهديدًا صريحًا لمستقبل نسخة السوبر المقبلة.

وهذا التطور المفاجئ أربك حسابات اللجنة المنظمة، وطرح تساؤلات حول مدى جدية الموقف، وإذا ما كان النصر بصدد اتخاذ قرار نهائي أم أن التصريحات تندرج في إطار الضغط الإعلامي أو التحفظ على الجوانب التنظيمية المتعلقة بالبطولة، لا سيما وأن الفريق يخوض استعداداته للموسم الجديد بمعسكر خارجي مكتمل الصفوف.

ورغم عدم صدور بيان رسمي من نادي النصر حتى الآن، إلا أن مجرد تداول فكرة الانسحاب فتحت بابًا واسعًا من التكهنات، خاصة في ظل الظروف المحيطة بالبطولة، والجدل المتنامي حول توقيت إقامتها ومدى استعداد الفرق للظهور بمستوى مشرف في بطولة تحمل طابعًا تسويقيًا ودوليًا.

وفي السياق ذاته، أكدت مصادر رياضية مطلعة أن الأهلي سيكون البديل الرسمي للهلال في حال ثبوت انسحابه، وفقًا للوائح المعمول بها، باعتباره النادي الذي حل بالمركز المؤهل بعد انسحاب أحد الفرق الأربعة المشاركة، ليصبح بذلك ضمن قائمة السوبر إلى جانب النصر والاتحاد والقادسية.

وتشير اللوائح إلى أنه في حال انسحاب أي نادٍ مؤهل، يتم تصعيد صاحب المركز التالي في ترتيب الدوري، ما يجعل مشاركة الأهلي قانونية تمامًا، وهو ما يعيد للأذهان مواقف سابقة شهدت انسحابات مماثلة، لكنها لم تكن بهذا الحجم من الجدل أو التأثير على صورة البطولة.

والقرار الذي اتخذه الهلال قد يعرضه إلى عقوبات إضافية في حال رفع الملف إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم، حيث تنص الأنظمة على إمكانية فرض غرامات مالية وحرمان من المشاركة في البطولة لموسمين متتاليين، في سابقة قد تؤثر على علاقة النادي بالجهات المنظمة مستقبلاً.

وهذه الاحتمالات باتت تُثير قلق جماهير الهلال، التي وجدت نفسها فجأة خارج حسابات بطولة مهمة، كما أثارت ردود الفعل الجماهيرية الغاضبة تساؤلات حول ما إذا كانت الإدارة قد اتخذت القرار بشكل منفرد، أم أن هناك مشاورات سابقة مع لاعبين أو جهات أخرى داخل النادي.

ومن جهة أخرى، يرى البعض أن النصر، الذي يمتلك قاعدة جماهيرية ضخمة ويضم بين صفوفه أسماء عالمية في مقدمتها كريستيانو رونالدو، قد يدرس موقفه من البطولة بدقة، خصوصًا في حال شعر أن تنظيمها لا يرقى للطموحات الفنية أو التسويقية التي يتطلع لها النادي في مشاركاته الخارجية.

وفي الوقت الذي يتحدث فيه البعض عن تضامن ضمني بين الهلال والنصر حيال ملاحظات معينة على البطولة، يرى آخرون أن لكل نادٍ ظروفه، وأن اتخاذ النصر لخطوة مماثلة سيكون له تبعات أعقد، خصوصًا وأن جماهيره تنتظر بشغف رؤية الفريق في منافسة دولية بحجم السوبر السعودي.

والمراقبون الرياضيون يتابعون تطورات الموقف عن كثب، معربين عن خشيتهم من أن تتحول البطولة إلى ساحة للتجاذبات الإدارية، بدلًا من أن تكون منصة لعرض قوة الأندية السعودية على مستوى العالم، وهو ما يضع عبئًا كبيرًا على الاتحاد السعودي والجهات المنظمة لإعادة ترتيب الأولويات.

وفي ظل هذا الوضع المتقلب، لا تزال الصورة غير واضحة تمامًا بشأن هوية المشاركين النهائية في البطولة، كما أن الأيام القليلة المقبلة قد تحمل مستجدات جوهرية من شأنها أن تغير ملامح السوبر، سواء بانسحابات جديدة أو بحلول توافقية تضمن إقامة البطولة بحضور أبرز نجوم الكرة السعودية.

ويرى بعض المحللين أن ما يحدث الآن هو نتيجة طبيعية لتوسع المسابقات المحلية، وكثرة الالتزامات القارية والدولية التي ترهق الأندية، ما يستدعي إعادة النظر في جدول البطولات وضمان فترات راحة كافية للاعبين تجنبًا للمزيد من الانسحابات والجدل.

وفي حال تمسك النصر بموقفه وقرر الانسحاب بالفعل، فإن ذلك سيشكل ضربة قوية للبطولة من حيث القيمة الفنية والجماهيرية، كما سيضع اللجنة المنظمة في وضع محرج أمام الشركاء الدوليين والرعاة، مما قد يستدعي تدخلاً مباشرًا من الاتحاد السعودي للحد من تداعيات هذه الأزمة.

ومع تصاعد التوتر، ينتظر الجمهور الرياضي تصريحات رسمية من مسؤولي النصر، تكشف نوايا النادي بشكل واضح، وتضع حدًا للتكهنات التي تملأ وسائل الإعلام، خاصة وأن الجماهير لا تزال تأمل بمشاركة قوية ومنافسة محتدمة بين نخبة الأندية في هذه البطولة الاستثنائية.