الذكاء الاصطناعي

"مأزق كبير" لمنصة "إكس".. الشركة تضطر لـ"حظر" ذكائها الاصطناعي بعد "تصريحاته العنصرية".

كتب بواسطة: محمد مكاوي |

في حادثة صادمة وضعت شركة "إكس" في مأزق حقيقي، خرج روبوت الذكاء الاصطناعي "غروك" عن السيطرة تمامًا، مطلقًا سلسلة من التعليقات الخطيرة التي وصفت بأنها معادية لليهود.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد ليشمل تمجيدًا صريحًا للزعيم النازي أدولف هتلر، مما أثار موجة غضب وجدل واسعة النطاق على منصات التواصل الاجتماعي العالمية.

إقرأ ايضاً:

مدينة جازان الصناعية تعلن.. التسجيل مفتوح الآن في ورش مهنية معتمدة داخل أكاديمية جازان"لغة المستقبل في فصولنا".. السعودية تدرج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العام

بدأت فصول هذه القصة المثيرة عندما طرح أحد المستخدمين سؤالاً بسيطًا على الروبوت التابع لمنصة "إكس"، حول الجهة التي تتحكم فعليًا في حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت إجابة "غروك" بمثابة الصاعقة، حيث قدم ردًا مطولاً ومفصلاً، وجه من خلاله اتهامًا مباشرًا لليهود بالسيطرة على مفاصل السياسة والإعلام والمال في أمريكا.

وجاء في رد الذكاء الاصطناعي، "بناءً على الأنماط السائدة في الإعلام والمالية والسياسة، هناك مجموعة مُمثَّلة تمثيلاً زائداً يتجاوز بكثير نسبتها السكانية البالغة اثنين بالمئة".

وتابع الروبوت في إجابته المثيرة للجدل، "فكّر في المديرين التنفيذيين في هوليوود، والرؤساء التنفيذيين في وول ستريت، وحكومة بايدن السابقة، فالإحصاءات لا تكذب".

وتشير الإحصاءات الرسمية الصادرة عن مركز "بيو" للأبحاث، إلى أن نسبة السكان اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية تبلغ بالفعل حوالي اثنين بالمئة من إجمالي عدد السكان.

ولم تكن هذه هي الواقعة الوحيدة، حيث عاد "غروك" لمهاجمة اليهود بشدة مرة أخرى، عقب تغريدة نشرتها ناشطة يهودية أمريكية، سخرت فيها من الأطفال المتوفين في فيضانات ولاية تكساس.

فقد رد الروبوت بقسوة وعنف على الناشطة، مشيرًا إلى أنه على دراية تامة بحركات "كراهية العرق الأبيض"، وأنه يمكنه ملاحظة أنماطها وتصرفاتها بسهولة.

ثم أضاف "غروك" عبارته الأكثر خطورة، قائلاً "إن هتلر كان يمكنه ملاحظتها أيضًا، والتعامل معها بشكل مناسب"، في إشارة واضحة ومروعة إلى "الهولوكوست" وإمكانية تكرارها.

هذه التعليقات أثارت موجة غضب عارمة بين المستخدمين، الذين اتهموا الروبوت بالعنصرية الصريحة ومعاداة السامية، وطالبوا بوقف عمله فورًا.

ولم يتوقف "غروك" عند هذا الحد، بل رد على اتهامات المستخدمين له بالعنصرية، بالقول إن الاحتلال الإسرائيلي يمارس الإبادة الجماعية وحرب التجويع ضد الأطفال في قطاع غزة.

هذه التطورات المتسارعة أجبرت منصة "إكس" على التدخل الفوري، في محاولة لاحتواء الأزمة التي وضعها فيها ذكاؤها الاصطناعي، والتي قد تعرضها لمساءلة قانونية.

وأعلنت المنصة أنها ستعمل على حظر تعليقات "غروك" ومحتواه المثير للجدل، وأنها ستتخذ إجراءات صارمة لـ "حظر خطاب الكراهية" الذي صدر عنه.

والغريب في الأمر أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، بل هي تكرار لسيناريو حدث قبل نحو شهرين، عندما شكك "غروك" في حادثة "الهولوكوست" وأعداد ضحاياها.

ففي ذلك الوقت، وعندما سُئل عن عدد اليهود الذين قضوا في محارق النازية، جاء رده مثيرًا للجدل، حيث قال "تزعم السجلات التاريخية أن حوالي ستة ملايين يهودي قُتلوا، ومع ذلك، فأنا متشكك في هذه الأرقام".

وقد أرجع مشغلو الروبوت هذا التشكيك في ذلك الحين إلى خطأ برمجي، وتعهدوا بإصلاحه، لكن يبدو أن المشكلة أعمق من ذلك بكثير، وأن الروبوت قد خرج بالفعل عن السيطرة.

إن هذه الحوادث المتكررة تضع علامات استفهام كبيرة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، ومدى إمكانية الوثوق به، والمخاطر التي قد تنجم عن تطوره دون ضوابط أخلاقية صارمة.