أسدل الستار على مسلسل المفاوضات المطولة بين نادي الهلال السعودي والمهاجم النيجيري فيكتور أوسيمين، لاعب نابولي الإيطالي، بعد أن انتهى الأمر ببقاء اللاعب ضمن صفوف نادي جالطة سراي التركي، عقب نهاية فترة إعارته وتألقه اللافت خلال الموسم الماضي.
ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها إدارة الهلال، ومحاولاتها المتكررة لإقناع اللاعب بارتداء القميص الأزرق، إلا أن رغبة أوسيمين كانت واضحة في الاستمرار بمشواره الأوروبي، وتحديدًا مع الفريق التركي الذي قدم له عرضًا مُغريًا من الناحية المالية والرياضية.
إقرأ ايضاً:
مدينة جازان الصناعية تعلن.. التسجيل مفتوح الآن في ورش مهنية معتمدة داخل أكاديمية جازان"لغة المستقبل في فصولنا".. السعودية تدرج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العامالمفاوضات التي خاضها الهلال مع إدارة نابولي شهدت مراحل متقدمة، ووصلت إلى حد الاتفاق على دفع الشرط الجزائي المدرج في عقد اللاعب، والبالغ 75 مليون يورو، دفعة واحدة، وهو ما كان كفيلًا بحسم الصفقة من الجانب الإيطالي.
إلا أن المعضلة الكبرى كانت تكمن في موقف أوسيمين نفسه، الذي لم يُبدِ حماسة للانتقال إلى الدوري السعودي، وفضّل في نهاية المطاف الاستمرار ضمن الأجواء الأوروبية التي يرى أنها تناسب تطلعاته الرياضية في هذه المرحلة من مسيرته.
صحيفة "لاجازيتا ديللو سبورت" الإيطالية كشفت في تقرير خاص أن إدارة جالطة سراي دخلت على خط المفاوضات بقوة، واستثمرت رغبة اللاعب في البقاء بالقارة العجوز، حيث قام نائب رئيس النادي التركي جورج جاردي بزيارة خاطفة إلى إيطاليا، عقد خلالها اجتماعات مع مسؤولي نابولي في مدينة ميلانو، ناقش فيها تفاصيل العرض التركي الذي شمل دفع قيمة الشرط الجزائي على دفعات، الأمر الذي نال قبول الطرف الإيطالي، وأزال العوائق المالية التي كانت قائمة.
الصحيفة أشارت إلى أن الاتفاق النهائي تم بين جميع الأطراف، وينتظر فقط صدور الخطاب الرسمي من جالطة سراي، والذي بموجبه سيتم توقيع العقود بشكل نهائي خلال أيام، ليتم الإعلان عن الصفقة رسميًا في سوق الانتقالات الصيفية.
ويتضمن العقد الجديد حصول أوسيمين على راتب سنوي يبلغ 16 مليون يورو، ما يعكس حجم التقدير الذي يحظى به اللاعب داخل النادي التركي، بعد موسم استثنائي قدم فيه مستويات مميزة.
وكان أوسيمين قد تألق بشكل لافت خلال فترة إعارته إلى جالطة سراي، حيث سجل 37 هدفًا في 41 مباراة خاضها بقميص الفريق، ما جعله محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية، إضافة إلى اهتمام الهلال الذي كان يرى فيه الخليفة المثالي للمهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش، في قيادة خط هجوم الفريق خلال الموسم المقبل.
من جانبه، حاول الهلال استغلال علاقته الجيدة مع إدارة نابولي، وتقديم عرض قوي لا يمكن رفضه، إلا أن العامل الحاسم في الصفقة كان تمسك اللاعب برغبته الشخصية، والتي حسمت وجهته نحو البقاء في الملاعب الأوروبية.
وتؤكد هذه الحالة أن الجانب الشخصي في قرارات اللاعبين لا يقل أهمية عن العروض المالية، خاصة مع اللاعبين الذين لا يزالون في ذروة عطائهم الكروي، ويبحثون عن تحديات كروية تناسب طموحاتهم الفنية.
وبانتهاء هذا الملف، يبدو أن الهلال سيعيد ترتيب أوراقه في سوق الانتقالات، بحثًا عن بديل هجومي مناسب يلبي طموحات الجماهير والإدارة في المنافسة القارية والمحلية، في وقت تشير فيه المعطيات إلى دخول النادي في مفاوضات جديدة مع أسماء أخرى لتعزيز خط المقدمة، في ظل رؤية فنية واضحة تهدف إلى المحافظة على القوة التهديفية للفريق خلال المواسم المقبلة.