رغم ما تتمتع به الفراولة من فوائد صحية متعددة، أكدت أخصائية التغذية لورين مانكر أن الإفراط في تناول هذه الفاكهة الصيفية المحبوبة قد يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها، خصوصًا فيما يتعلق بوظائف الجهاز الهضمي ومستويات السكر في الدم.
وتأتي هذه التحذيرات ضمن سياق متزايد من التوعية الغذائية التي تدعو إلى الاعتدال، حتى عند تناول الأطعمة التي تُعتبر صحية بطبيعتها، ما يعكس فهمًا أعمق لتفاعل الجسم مع المكونات الغذائية المختلفة.
إقرأ ايضاً:
مدينة جازان الصناعية تعلن.. التسجيل مفتوح الآن في ورش مهنية معتمدة داخل أكاديمية جازان"لغة المستقبل في فصولنا".. السعودية تدرج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العامالفراولة، التي تُعد واحدة من أغنى الفواكه بمضادات الأكسدة، تحتوي على نسب عالية من الفيتامينات، خاصة فيتامين سي، بالإضافة إلى الألياف الغذائية والمعادن المهمة مثل الكالسيوم، الحديد، البوتاسيوم، المغنيسيوم، وحمض الفوليك.
هذه التركيبة الغذائية جعلت منها خيارًا شائعًا بين الباحثين عن نمط حياة صحي، ووجبة خفيفة محببة للكبار والصغار على حد سواء، خاصة في فصل الصيف حيث تنتشر بكثرة وتُقدَّم في مختلف الأطباق والمشروبات.
غير أن مانكر، في تصريحات نقلتها الكاتبة أماندا ماكتاس عبر موقع Delish المتخصص في شؤون الطعام والتغذية، شددت على أن الاعتدال في الاستهلاك هو الأساس في الاستفادة من القيم الغذائية للفراولة دون تعريض الجسم لمضاعفات سلبية.
وأوضحت أن تناول كميات مفرطة منها، خاصة في فترات زمنية قصيرة، يمكن أن يسبب مشكلات في الهضم مثل الانتفاخ أو الإسهال، نظرًا لاحتوائها على كميات كبيرة من الألياف التي قد لا تتحملها بعض الأجهزة الهضمية الحساسة بسهولة.
إلى جانب ذلك، فإن الفراولة تحتوي بطبيعتها على سكريات طبيعية، وعلى الرغم من أن مؤشرها الجلايسيمي منخفض نسبيًا مقارنة ببعض الفواكه الأخرى، فإن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في مستويات السكر بالدم، وهو أمر ينبغي لمرضى السكري أو من يعانون من اضطرابات في تنظيم السكر أن يكونوا على دراية به.
وهذا لا يعني بالضرورة تجنب الفراولة بالكامل، وإنما التنبه إلى الكميات وتوقيت تناولها ضمن النظام الغذائي اليومي.
كما أشارت مانكر إلى أن بعض الأفراد قد تكون لديهم حساسية خفيفة تجاه الفراولة، وهي حالة معروفة وتظهر في شكل أعراض مثل الحكة أو تورم الفم والشفاه أو حتى الطفح الجلدي، وقد تزداد هذه الأعراض سوءًا مع زيادة الكمية المتناولة، وفي حالات نادرة، قد تتفاقم هذه الأعراض لتشكل ردود فعل تحسسية أكثر حدة، ما يستوجب استشارة طبية فورية.
وبناءً على هذه المعطيات، توصي مانكر بالاكتفاء بتناول حصتين إلى ثلاث حصص من الفراولة يوميًا كحد أقصى، موضحة أن الحصة الواحدة تعادل ما يقارب نصف كوب إلى كوب من الفاكهة المقطعة.
وتؤكد أن التوازن الغذائي هو الركيزة الأساسية في أي نظام صحي، مشددة على أن الكميات الزائدة — حتى من الأطعمة المفيدة — قد لا تكون مناسبة لكل الأجسام، خاصة إذا ما تم تجاهل الفروقات الفردية في التحمل الغذائي أو الظروف الصحية الخاصة بكل شخص.
وتأتي هذه التوصيات في وقت تزداد فيه شعبية الفراولة ضمن الأنظمة الغذائية الحديثة، سواء من خلال تناولها طازجة أو دمجها في العصائر والحلويات الصحية، ما يجعل من المهم توعية المستهلكين بكيفية التعامل معها بطريقة تعزز الفائدة وتقلل من أي احتمال لظهور أعراض جانبية، ويظل الاعتدال والوعي الغذائي هما العاملان الحاسمان في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه الفاكهة الغنية.