تشهد المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية بدءًا من يوم غدٍ موجة حر شديدة تُعد من الأقوى هذا العام حيث يتوقع أن تلامس درجات الحرارة حاجز الخمسين مئوية في عدد من مدن ومحافظات المنطقة خلال الأيام القادمة.
وأفادت الهيئة العامة للأرصاد أن هذه الموجة تأتي نتيجة تأثير منخفض حراري قاري متمركز على أجزاء واسعة من الجزيرة العربية ويتزامن مع سكون الرياح وارتفاع نسبة سطوع الشمس ما يزيد من حدة الإحساس بالحرارة.
إقرأ ايضاً:
مدينة جازان الصناعية تعلن.. التسجيل مفتوح الآن في ورش مهنية معتمدة داخل أكاديمية جازان"لغة المستقبل في فصولنا".. السعودية تدرج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العامويُنتظر أن تكون الأحساء والدمام والظهران والخبر من أكثر المناطق تأثرًا بهذه الموجة إذ تشير النماذج الجوية إلى تسجيل درجات حرارة تتراوح بين 48 و50 درجة مئوية خلال ساعات الظهيرة والعصر.
كما حذّرت الهيئة من التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات الذروة خاصة للمرضى وكبار السن والأطفال حيث تزداد احتمالية الإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري في مثل هذه الظروف المناخية القاسية.
ودعت الجهات الصحية المواطنين والمقيمين إلى الإكثار من شرب السوائل وتجنب الأنشطة الخارجية الشاقة مع ضرورة استخدام وسائل التبريد والتهوية المناسبة داخل المنازل وأماكن العمل للحفاظ على سلامتهم.
وستتأثر الحياة اليومية في المنطقة الشرقية بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع درجات الحرارة إذ يُتوقع انخفاض حركة المشاة في الأماكن المفتوحة وتراجع وتيرة الأنشطة الخارجية خلال فترة النهار.
وأعلنت بعض الجهات التعليمية والخدمية استعداداتها للتعامل مع هذه الموجة من خلال تعديل ساعات العمل أو اتخاذ إجراءات احترازية مثل تأجيل الفعاليات الخارجية أو تعزيز التكييف في المرافق العامة.
كما نصحت الدفاع المدني بتوخي الحذر عند استخدام الأجهزة الكهربائية بشكل مكثف في أوقات الذروة تحسبًا لارتفاع الأحمال الكهربائية وما قد يصاحبها من أعطال أو حرائق لا قدر الله.
وفي الجانب البيئي أشار مختصون إلى أن موجات الحر الشديدة تؤثر سلبًا على الغطاء النباتي والحياة البرية في المناطق الصحراوية ما يستدعي اتخاذ تدابير للحفاظ على المياه وتقليل هدر الموارد.
وتُعد مثل هذه الظواهر المناخية القاسية جزءًا من التغيرات المناخية التي بدأت تظهر آثارها بشكل أكثر وضوحًا في مختلف مناطق العالم ومنها منطقة الخليج التي باتت تشهد صيفًا أطول وأكثر تطرفًا.
وتعمل الجهات المعنية في المملكة على تعزيز البنية التحتية لمواجهة هذه التحديات المناخية من خلال تحسين أنظمة التكييف في المدارس والمستشفيات وتطوير شبكات الكهرباء والمياه لمواكبة الطلب المتزايد.
وتشدد السلطات على ضرورة اتباع الإرشادات الرسمية وعدم الاستهانة بالتنبيهات الصادرة عن هيئة الأرصاد والدفاع المدني حيث تشكل موجات الحر خطرًا مباشرًا على الصحة العامة وسلامة الأفراد.
ومن المتوقع أن تستمر هذه الموجة الحارة لعدة أيام مع احتمال تراجعها تدريجيًا مع بداية الأسبوع المقبل لكن دون انخفاض كبير في درجات الحرارة وهو ما يتطلب استمرار الحذر والوقاية.
وتهيب الجهات المختصة بالجميع إلى متابعة النشرات الجوية بشكل يومي والبقاء على تواصل مع التحديثات الرسمية التي تصدر تباعًا من هيئة الأرصاد لتقييم الوضع واتخاذ ما يلزم من إجراءات استباقية.