اعتماد دولي

جامعة نايف تحصد اعتمادًا أميركيًا يعزز ريادتها في التدريب الأمني

كتب بواسطة: محمد صالح |

في خطوة نوعية تعكس التقدم الكبير الذي تشهده المملكة في مجال التعليم الأمني المتخصص، حصلت جامعة نايف للعلوم الأمنية مؤخرًا على اعتماد مجلس الاعتماد الأميركي، وهو ما يُعد إنجازًا كبيرًا يُؤكد جودة البرامج التدريبية التي تقدمها الجامعة، ويدعم جهودها المتواصلة لتطوير القدرات البشرية في القطاعات الأمنية محليًا ودوليًا.

وفي مداخلة مع قناة «الإخبارية»، أوضح الدكتور عبدالرزاق المرجان، وكيل التدريب في الجامعة، أن هذا الاعتماد هو بمثابة اعتراف رسمي بمستوى التميز الأكاديمي والتدريبي الذي وصلت إليه الجامعة، خصوصًا في مجالات التدريب الأمني النوعي، وأكد أن الهدف المحوري في الوقت الحالي هو تقديم برامج تدريبية متخصصة تلبي احتياجات الجهات الأمنية، وتعمل على تعزيز جاهزية الكوادر الأمنية لمواجهة التحديات المعاصرة والمستقبلية.

أشار المرجان إلى أن الاعتماد الأميركي لا يأتي بسهولة، بل يعتمد على تقييم شامل ودقيق لمجموعة من المعايير الصارمة، تشمل جودة المحتوى التدريبي، ومدى ملاءمته للواقع الميداني، بالإضافة إلى الكفاءة المهنية للمُدرِّبين، والبنية التحتية التدريبية، وآليات التقييم والمتابعة، وتكامل البرامج مع أحدث التوجهات الأمنية العالمية.

ويُعد الحصول على هذا النوع من الاعتماد دليلاً دامغًا على التزام الجامعة بأعلى معايير الجودة والتميز الأكاديمي، ويمنحها قوة إضافية كمركز تدريب إقليمي ودولي للكوادر الأمنية، مما يعزز ثقة المؤسسات الأمنية في مختلف أنحاء العالم بكفاءة المخرجات التي تقدمها الجامعة.

وبيّن المرجان أن الجامعة تدرك تمامًا أن التحديات الأمنية في الوقت الراهن لم تعد تقليدية، بل باتت تتطلب فكرًا تدريبيًا متقدمًا ومناهج تعليمية مرنة ومواكبة للواقع، خصوصًا في ظل ما يشهده العالم من تهديدات متجددة، مثل الجرائم السيبرانية، والإرهاب الرقمي، وتهريب البيانات، والجرائم العابرة للحدود.

ومن هنا تنبع أهمية تطوير برامج تدريبية تُركز على الجاهزية الاستباقية، عبر تعليم وتدريب العناصر الأمنية على كيفية التنبؤ بالمخاطر، واتخاذ إجراءات سريعة ومؤثرة لحماية المجتمع والدولة.

وتسعى جامعة نايف، من خلال هذا التوجه، إلى بناء منظومة تعليمية وتدريبية مرتكزة على المعايير الدولية، تدمج بين الجانب النظري المتخصص والتطبيق العملي الميداني، وتمتاز البرامج المقدمة بأنها شاملة ومتنوعة، تغطي مختلف فروع الأمن، مثل أمن المعلومات، ومكافحة الإرهاب، والتحقيقات الجنائية، والأمن الفكري، وتحليل الجرائم، إلى جانب برامج تأهيل القيادات الأمنية المستقبلية.

كما أشار المرجان إلى أن الجامعة تعمل على تطوير مستمر لمحتوى البرامج التدريبية بما يواكب المتغيرات الإقليمية والعالمية، مع الاستفادة من تجارب المؤسسات الأمنية العريقة، وتوطين أفضل الممارسات الدولية بما يتناسب مع السياق المحلي والثقافة الوطنية.

تأتي هذه الخطوة في سياق جهود جامعة نايف للعلوم الأمنية لدعم رؤية المملكة 2030، خاصة في محوري تنمية القدرات البشرية وتعزيز الأمن الوطني، من خلال إعداد كوادر بشرية تمتلك المهارات والمعرفة اللازمة لحماية الوطن، والتفاعل الذكي مع التحديات الأمنية.

وأشار المرجان إلى أن هذا الإنجاز يُضاف إلى سلسلة النجاحات التي حققتها الجامعة في السنوات الأخيرة، والتي شملت توقيع شراكات استراتيجية مع مؤسسات أكاديمية وأمنية دولية، والمشاركة في إعداد برامج تدريبية مشتركة، وتنظيم مؤتمرات وورش عمل تعزز التبادل المعرفي والخبرات.

ويُعزز هذا الاعتماد مكانة جامعة نايف كمؤسسة أكاديمية ذات بعد دولي، يمكن من خلالها بناء جسور تعاون معرفي وأمني بين المملكة ودول العالم، لا سيما تلك التي تسعى للاستفادة من الخبرات السعودية في المجال الأمني، ومشاركة المعرفة في مواجهة التهديدات المشتركة.

وأكد المرجان أن الجامعة ستكون خلال المرحلة القادمة مركزًا دوليًا لتدريب القيادات الأمنية من مختلف الدول، ما يعكس ثقة المجتمع الدولي بكفاءة التعليم الأمني السعودي، وبقدرة المملكة على تصدير النموذج الأمني القائم على الاحترافية والحداثة والالتزام بالقيم الإنسانية.