تاكسي طائر في أبوظبي

تاكسي المستقبل يحلّق من أبوظبي: تجربة جوية غير مسبوقة

كتب بواسطة: محمد صالح |

تستعد العاصمة الإماراتية أبوظبي لدخول مرحلة جديدة في مستقبل النقل الحضري الذكي، عبر التشغيل التجريبي لأول "تاكسي طائر" كهربائي بالكامل قبل نهاية العام الجاري، وذلك ضمن مشروع تقوده شركة "آرتشر للطيران" الأميركية بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية، وفي مقدمتها شركة "طيران أبوظبي". المشروع يأتي تحت مظلة مبادرة "اصنع في الإمارات" ويهدف إلى تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار في صناعة الطيران.

وأوضح المدير العام لـ"آرتشر للطيران" في الإمارات، طالب الهنائي، أن الطائرة الجديدة والتي تحمل اسم "ميدنايت"، تمثل الجيل الجديد من وسائل النقل الجوي المستدام، حيث تقلع وتهبط عمودياً دون الحاجة إلى مدرج، كما أنها تعمل بالطاقة الكهربائية بنسبة 100%، وتتسع لأربعة ركاب بالإضافة إلى الطيار. وأضاف أن الطائرة تتمتع بتقنيات متقدمة تشمل جناحاً ثابتاً و12 محركاً كهربائياً، ما يمنحها القدرة على التحول من الإقلاع العمودي إلى الطيران الأفقي في أقل من دقيقة.

وأشار الهنائي إلى أن المرحلة الأولى من التشغيل التجريبي ستبدأ في مناطق غير مأهولة، على أن تمتد لاحقاً إلى مناطق مأهولة بالسكان، تمهيداً للتشغيل التجاري الكامل في المستقبل. وأكد أن الشركة لم تحدد بعد موعداً رسمياً لبدء الخدمة، لكنها تعمل حالياً على تهيئة البنية التحتية الفنية والتشغيلية اللازمة لذلك. وكشف أن "طيران أبوظبي"، التي تُعد أكبر مشغل للطائرات المروحية التجارية في الشرق الأوسط، ستكون أول جهة تُشغّل هذا النوع من الطائرات على مستوى العالم.

ويُعد هذا المشروع خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الإمارات في التحول إلى وسائل النقل الذكية والمستدامة، حيث يعكس التاكسي الطائر التزام الدولة بتبنّي أحدث الابتكارات في مجال التنقل الجوي. ولفت الهنائي إلى وجود اتفاقية تعاون مع مكتب أبوظبي للاستثمار تشمل تطوير مركز أبحاث ودراسة إمكانية تصنيع الطائرات داخل الدولة، وهو ما يعزز من قدرة الإمارات على توطين هذه الصناعة الحيوية خلال السنوات المقبلة.

تجدر الإشارة إلى أن شركة "آرتشر للطيران" افتتحت مؤخراً مصنعاً حديثاً في ولاية جورجيا الأميركية بقدرة إنتاجية تصل إلى 650 طائرة سنوياً، مع خطة لرفع الإنتاج إلى 2400 طائرة سنوياً مستقبلاً، ما يوضح جدية الشركة في التوسع العالمي وتعزيز حضورها في منطقة الشرق الأوسط انطلاقاً من أبوظبي. ومع اكتمال مراحل التشغيل، من المنتظر أن يُحدث "ميدنايت" تحولاً كبيراً في مفهوم النقل الجوي الحضري، ويضع الإمارات في طليعة الدول التي تعتمد أنظمة التنقل المستقبلية.