في خطوة تعكس التزامها المتزايد بالابتكار والاستدامة، أعلنت شركة "أدنوك للإمداد والخدمات"، المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، عن اختيارها لمركبة "فايس روي" البحرية الكهربائية ذات التحليق المنخفض، التي تقوم شركة "ريجنت" الأميركية بتصنيعها، لتدخل مرحلة تجريبية تهدف إلى تقييم جدوى استخدامها في نقل العاملين من وإلى المنشآت البحرية لقطاع الطاقة.
الإعلان عن هذه الشراكة جاء ضمن فعاليات مبادرة "اصنع في الإمارات"، التي تُعقد حالياً في العاصمة أبوظبي، وتشكّل منصة وطنية لاستعراض القدرات الصناعية والتقنيات المبتكرة التي ستقود مستقبل القطاعات الحيوية في الدولة.
المركبة الجديدة التي اختارتها "أدنوك" تُعد من الجيل القادم من وسائل النقل البحري، إذ تجمع بين خصائص الطائرات في السرعة العالية وإمكانيات القوارب في سهولة الوصول والملاحة، ما يجعلها مناسبةً للبيئة البحرية المعقدة التي تعمل فيها الشركة ويأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية أوسع تعتمدها "أدنوك للإمداد والخدمات" لتعزيز كفاءة عملياتها، وخفض بصمتها الكربونية، وتبنّي حلول متقدمة في الخدمات اللوجستية البحرية، بما يتماشى مع أهدافها البيئية والاقتصادية طويلة الأجل.
وما يميز هذه المرحلة التجريبية، أنها لا تقتصر على استيراد التكنولوجيا فحسب، بل تتضمن تصنيع مركبات "فايس روي" داخل دولة الإمارات، مما يُعزز من القدرات الصناعية الوطنية، ويسهم في توطين المعرفة ونقل التكنولوجيا إلى داخل الدولة وستتولى شركة "ريجنت" الأميركية مسؤولية التصنيع المحلي، فضلاً عن توفير خدمات الصيانة والدعم الفني، بما يعزز من استدامة هذه التقنية ويضمن جاهزيتها التشغيلية في البيئات البحرية الإماراتية.
إدارة هذه المرحلة التجريبية ستكون بيد مُشغل متخصص يتخذ من الإمارات مقراً له، الأمر الذي من شأنه تعزيز المحتوى المحلي وتمكين الكفاءات الوطنية، إلى جانب ترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار في قطاع النقل البحري المتطور ويمثّل المشروع نموذجاً عملياً للتكامل بين القطاعين العام والخاص، وكذلك بين الصناعة الوطنية والتكنولوجيا العالمية، في سبيل تحقيق رؤية الإمارات المستقبلية للاقتصاد القائم على المعرفة.
وفي تعليق له على هذه الخطوة، قال القبطان عبد الكريم المصعبي، الرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك للإمداد والخدمات"، إن تبنّي مثل هذه التقنيات المبتكرة يعكس التزام الشركة المستمر بتحسين كفاءة عملياتها وتعزيز سلامتها واستدامتها وأكد أن إدخال مركبة "ريجنت" ضمن التجربة التشغيلية يمثّل مرحلة مهمة نحو تقليل الانبعاثات الكربونية، إلى جانب دعم مبادرة "اصنع في الإمارات"، من خلال المشاركة في تطوير قدرات بحرية متقدمة تواكب تطلعات المستقبل.
وتتمتع مركبة "فايس روي" بقدرات فنية عالية، إذ يمكنها نقل 12 راكباً أو ما يصل إلى 1600 كغ من البضائع، وتسير بسرعة تصل إلى 300 كم في الساعة، مع مدى يبلغ 300 كم كما تتميز بقدرتها على العمل في أوضاع متعددة مثل العوم والانزلاق والتحليق، مما يجعلها حلاً عملياً وفعالاً لعمليات النقل البحري، وخصوصاً في البيئات التي تتطلب مرونة تشغيلية عالية.
وعند مقارنتها بالطائرات المروحية التي تُستخدم حالياً في بعض مهام النقل البحري، تتفوق مركبة "فايس روي" من حيث الكفاءة والتكلفة، إذ تُقدر تكلفة تشغيلها بأنها أقل بنسبة 80%، كما أنها مزودة بأحدث أنظمة الاستشعار والتحكم الآلي، مما يضمن سلامة التنقل وموثوقية الأداء، وهي عناصر حيوية في بيئة العمل البحرية التي تتطلب أعلى معايير الأمان.
أما من جانب شركة "ريجنت"، فقد أعرب بيلي ثالهايمر، الرئيس التنفيذي للشركة، عن فخره بهذا التعاون مع "أدنوك"، مؤكداً أن هذه الشراكة تمثل خطوة كبيرة نحو إعادة تعريف مفاهيم النقل البحري المستدام وأوضح أن هذه المركبة قادرة على إحداث تحول نوعي في خفض التكاليف والانبعاثات وتسريع عمليات الإمداد في قطاع الطاقة، معبّراً عن تطلعه إلى توسيع نطاق التعاون مع "أدنوك" خلال السنوات المقبلة.
وتتماشى هذه المرحلة التجريبية مع أهداف شركة "أدنوك" في الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2045، كما تدعم الاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات التي تسعى إلى تعزيز الابتكار في القطاع الصناعي، وتمكين تقنيات المستقبل، وتنمية القاعدة الصناعية الوطنية في مجالات الطاقة والنقل والتكنولوجيا المتقدمة.