اختتمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلة بفرعها في منطقة مكة المكرمة، توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين من المصحف الشريف على آخر أفواج الحجاج المغادرين إلى بلادهم عبر ميناء جدة الإسلامي، في لمسة إنسانية وروحية تختزل مشاعر العطاء والوداع في نهاية رحلة الحج المباركة.
وجاء هذا التوزيع ضمن باقة من البرامج النوعية التي أعدّتها الوزارة خصيصًا للعناية بالحجاج، وحرصت على أن تكون لحظات المغادرة مليئة بالتقدير والتكريم، بما يليق بعظمة الرحلة الإيمانية التي أتمّها ضيوف الرحمن على أرض الحرمين الشريفين.
إقرأ ايضاً:وداعًا للرسوم الخفية.. البنك المركزي السعودي يضع قواعد شفافة لبطاقات الائتمان!شروط ومعايير دقيقة: دليلك للقبول في دورة تأهيل الضباط الجامعيين 55
وتسلم الحجاج نسخًا من المصحف الشريف، شاكرين هذه اللفتة التي تعكس حرص المملكة وقيادتها الرشيدة على أن تبقى ذكرى الحج محفورة في قلوبهم، ليس فقط بالطقوس والشعائر، بل أيضًا بالهدايا الرمزية التي تحمل قيمة روحية عميقة.
عبّر كثير من الحجاج المغادرين عن امتنانهم للجهود السعودية التي رافقتهم منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم، مؤكدين أن ما وجدوه من حسن الضيافة والتنظيم الدقيق والخدمات المتكاملة كان محل إعجاب وفخر واعتزاز.
واعتبر ضيوف الرحمن أن هذه الهدية ليست مجرد مصحف مطبوع، بل هي رمز للعناية المستمرة التي توليها المملكة للحجاج والمعتمرين، وتجسيد للرسالة التي تحملها في خدمة الإسلام والمسلمين بكل حب وإخلاص.
وسأل الحجاج الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء، وأن يحفظ المملكة وقيادتها، ويديم عليها الأمن والاستقرار، مؤكدين أن هذه اللفتات النبيلة تترجم صدق النية وكرم النفس، وتجعل من المملكة نموذجًا عالميًا في إدارة مناسك الحج.
الوزارة حرصت على تنفيذ البرنامج بدقة، ليصل المصحف إلى كل حاج قبل مغادرته، سواء عن طريق الميناء أو المنافذ الأخرى، في خطوة تؤكد التنظيم المحكم والتخطيط الشامل الذي يميز عمل المؤسسات السعودية في موسم الحج.
وقدمت الفرق العاملة في ميناء جدة خدماتها بكل احترافية، ورافقت الحجاج في آخر مراحل مغادرتهم، حريصة على أن تكون ذكرى العودة مصحوبة بروح القرآن الكريم، كزاد روحي يرافقهم إلى أوطانهم.
هذا البرنامج يأتي ضمن رؤية المملكة التي تتجاوز خدمة الحاج في النواحي المادية والتنظيمية، لتلامس مشاعره وتدعم علاقته بالقرآن الكريم، باعتباره مصدر الهداية والسكينة بعد رحلة الحج الروحية.
الاهتمام بالمصحف الشريف ليس جديدًا على المملكة، إذ تحتضن أكبر مجمع لطباعة المصحف في العالم، وتصدر ملايين النسخ سنويًا بلغات متعددة، لتصل إلى المسلمين في جميع أنحاء العالم، كرسالة مستمرة تحمل نور الكتاب العزيز.
وفي كل موسم حج، تجدد المملكة تأكيدها على أن خدمة ضيوف الرحمن شرف لا يُضاهى، تسعى من خلاله إلى تسخير كل إمكانياتها، وتقديم كل ما من شأنه تسهيل أداء المناسك والعودة بذكرى إيمانية طيبة لا تُنسى.
البرامج النوعية التي أطلقتها وزارة الشؤون الإسلامية هذا العام، ومنها توزيع هدية المصحف الشريف، تعكس بعدًا إنسانيًا وروحيًا متكاملاً، يُبرز صورة الإسلام الحقيقية، ويرسّخ القيم النبيلة للتسامح والكرم والعطاء.
ويأتي هذا التوزيع امتدادًا لجهود مستمرة في نشر كتاب الله، حيث لم تكتفِ المملكة بخدمة الحجيج ميدانيًا، بل أرادت أن تودعهم بهدية تظل معهم، وتبقى شاهدة على كرم الضيافة، ومحفزًا للاستمرار في العمل الصالح بعد أداء الركن الخامس من الإسلام.
ويُعد هذا البرنامج واحدًا من عشرات المبادرات التي تسير وفق خطة دقيقة تراعي كل تفاصيل تجربة الحاج، وتؤكد أن السعودية لا تنظر للحج كحدث موسمي فقط، بل كمشروع إيماني شامل تتكامل فيه الجوانب المادية والروحية.
ومع ختام توزيع هذه الهدايا المباركة، تتجدد صورة المملكة كقلب نابض للعالم الإسلامي، يعتني بحجاج بيت الله الحرام من اللحظة الأولى وحتى وداعهم، في نموذج إنساني يليق برسالة الحرمين الشريفين، ويمضي بها نحو العالم برؤية ملؤها الإيمان والسلام.