تشهد سماء الوطن العربي مساء اليوم ظاهرة فلكية مميزة يتمثل ظهور القمر في طور البدر، حيث سيكون مضاءً بنسبة تقارب 99.8% من ضوء الشمس، مما يجعله مرئيًا بوضوح طوال الليل، ويُعد هذا القمر أول بدر في فصل الصيف بنصف الكرة الأرضية الشمالي، وهو حدث ينتظره هواة الفلك وعشاق مراقبة السماء بفارغ الصبر.
وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن القمر سيشرق من الأفق الجنوبي الشرقي متزامنًا مع غروب الشمس، مشيرًا إلى أن القمر يظهر بحجم أكبر من المعتاد عندما يكون قريبًا من الأفق، وذلك نتيجة تأثير ظاهرة التشتت الضوئي في الغلاف الجوي التي تمنحه لونًا محمرًا مائلًا إلى البرتقالي.
إقرأ ايضاً:
مدينة جازان الصناعية تعلن.. التسجيل مفتوح الآن في ورش مهنية معتمدة داخل أكاديمية جازان"لغة المستقبل في فصولنا".. السعودية تدرج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العامويحدث هذا التأثير عادةً مع الأجرام السماوية القريبة من الأفق، مما يمنح المشاهد تجربة بصرية فريدة من نوعها.
وأضاف أبو زاهرة أن القمر سيصل إلى ذروته في السماء قرابة منتصف الليل، حيث سيكون في أعلى نقطة له مائلًا نحو الجنوب، وسيظل مرئيًا حتى يغرب مع شروق شمس يوم الجمعة من جهة الأفق الجنوبي الغربي، هذه الحركة المدارية للقمر تعكس العلاقة المتجددة بين الأرض والقمر والشمس، والتي تتكرر في دورة شهرية منتظمة.
وأشار رئيس الجمعية الفلكية إلى أن التعريف العلمي الدقيق لطور البدر يُحدد في اللحظة التي يكون فيها القمر في مواجهة الشمس تمامًا، أي على بعد 180 درجة في المدار حول الأرض.
ويحدث هذا الحدث تحديدًا عند الساعة 11:36 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، حيث يكمل القمر نصف مداره الشهري حول الأرض، هذه اللحظة تعكس اكتمال دورة القمر حول الأرض، وتكون الشمس والقمر في اتجاهين متقابلين، ما يؤدي إلى إضاءة القمر بالكامل من الأرض.
وبين أن بعد هذه اللحظة، يبدأ القمر في التراجع تدريجيًا من طور البدر إلى أطوار أخرى، حيث سيشاهد المتابعون أن القمر يبدأ في الشروق متأخرًا بحوالي ساعة كل يوم، وبعد عدة أيام، سيصبح القمر مرئيًا بشكل رئيسي في سماء الفجر والصباح الباكر، قبل أن يصل إلى طور التربيع الأخير بعد نحو أسبوع من اكتمال البدر.
وتأتي هذه الظاهرة ضمن دورة طبيعية متكررة للقمر، حيث تمر الأقمار بمراحل متعددة منها الهلال، والتربيع الأول، والبدر، والتربيع الأخير، ما يساهم في تنوع مظاهر القمر التي يمكن ملاحظتها من الأرض، ويعتبر طور البدر من أكثر الأطوار وضوحًا وجمالًا، لما يوفره من ضوء ساطع يضيء السماء الليلية.
وتجدر الإشارة إلى أن مراقبة القمر في هذه المرحلة تتيح فرصًا كبيرة للتصوير الفلكي وللدراسات الفلكية، كما تلقي الضوء على حركة الأجرام السماوية وتأثيرها على الأرض، بما في ذلك ظواهر المد والجزر وغيرها من الظواهر الطبيعية المرتبطة بالقمر.
كما أن هذا المشهد البصري الساحر يجذب الكثير من المهتمين بالفلك، سواء كان ذلك للاسترخاء أو للدراسة العلمية، ويعد فرصة ممتازة للأسر والعائلات للخروج ومشاهدة القمر في أبهى صورة له، خاصة في المناطق التي تكون فيها السماء صافية وخالية من التلوث الضوئي.
في الختام، يمثل هذا القمر المكتمل مساء اليوم حدثًا فلكيًا بديعًا يجمع بين الجمال الطبيعي والدقة العلمية، مؤكدًا على العلاقة المستمرة بين الأرض والقمر والشمس، ومُقدّمًا تجربة بصرية لا تنسى لكل من يراقب السماء.