في ظل موجات الغبار التي تشهدها مناطق متعددة من المملكة خلال الأيام الأخيرة، أصدرت الإدارة العامة للمرور تنبيهاً مهماً لقائدي المركبات، داعية فيه إلى ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر أثناء القيادة في هذه الظروف المناخية الصعبة، وذلك حرصاً على السلامة العامة وتفادياً لوقوع الحوادث التي عادةً ما تتزايد مع انخفاض مستويات الرؤية.
وأكدت الإدارة، من خلال منشور توعوي، أن الغبار الكثيف قد يؤدي إلى تدني حاد في مستوى الرؤية الأفقية، ما يجعل القيادة محفوفة بالمخاطر، وشددت على أهمية التقيد بتعليمات السلامة في مثل هذه الأجواء، خاصة أن المخاطر لا تقتصر على السائقين فقط، بل تمتد لتشمل الركاب والمارة على حد سواء.
إقرأ ايضاً:
قضية تستر تهز سوق العطور .. تفاصيل محاكمة مواطن ومقيم في الرياضتحذير طبي جديد يكشف .. سرعة المشي قد تحدد مصير قلبكودعت الإدارة العامة للمرور السائقين إلى الحفاظ على مسافة كافية وآمنة بين المركبات، لتجنب حوادث الاصطدام المفاجئ، لا سيما عند حدوث تباطؤ أو توقف غير متوقع على الطرق، وأوضحت أن هذه المسافة تتيح وقتاً كافياً للاستجابة لأي طارئ قد يظهر فجأة أمام السائق.
كما شددت التوجيهات على ضرورة تشغيل أضواء المركبة، سواء كانت الأضواء الأمامية أو أضواء الضباب، وذلك للمساعدة في تحسين الرؤية وتمكين السائقين الآخرين من رؤية المركبة بوضوح، وهو إجراء بالغ الأهمية في الأجواء التي تنعدم فيها الرؤية بشكل شبه كلي.
وفي الوقت نفسه، أوصت الإدارة باستخدام أضواء التنبيه أو ما يُعرف بالفلاشر في الحالات الضرورية، خصوصاً عند التوقف المفاجئ أو السير بسرعات منخفضة، حيث تُعد هذه الأضواء وسيلة فعالة لتنبيه السائقين الآخرين إلى وجود عائق أو تغيير مفاجئ في حالة الطريق.
وفي تحذير آخر، نصحت الإدارة قائدي المركبات بتجنب تغيير المسارات بشكل مفاجئ أو التجاوز غير الضروري، إذ إن مثل هذه السلوكيات تُعد من أبرز أسباب الحوادث، خاصة في ظروف يكون فيها رد الفعل البصري محدوداً بفعل الغبار الكثيف المنتشر في الأجواء.
كما نبّهت الإدارة إلى أهمية القيادة بسرعات منخفضة تتناسب مع مستوى الرؤية والظروف المحيطة، مشيرة إلى أن السرعة الزائدة في مثل هذه الحالات تُضاعف احتمالات فقدان السيطرة على المركبة، وقد تؤدي إلى نتائج كارثية يصعب تداركها في اللحظات الأخيرة.
وتطرقت التوصيات أيضاً إلى ضرورة إحكام إغلاق النوافذ داخل المركبة، وذلك لمنع تسرب الغبار إلى المقصورة الداخلية، مما قد يسبب تهيج الجهاز التنفسي للسائق أو الركاب، وهو ما قد يؤثر سلباً على التركيز أثناء القيادة.
وأكدت الإدارة أن الالتزام بهذه الإرشادات البسيطة قد يشكّل فارقاً كبيراً في الحفاظ على الأرواح والممتلكات، لا سيما أن موجات الغبار قد تتكرر خلال فصول معينة من السنة، وتستدعي استعداداً ذهنياً وسلوكاً مرورياً واعياً من جميع مستخدمي الطرق.
وتشير تقارير سابقة إلى أن نسبة الحوادث المرورية ترتفع بشكل ملحوظ خلال فترات العواصف الرملية، بسبب ضعف الرؤية وتسرّع بعض السائقين في ظروف لا تتحمل المجازفة، ما يجعل التوعية المرورية ضرورة مستمرة في مثل هذه الأوقات.
وشهدت بعض الطرق السريعة خلال المواسم السابقة حالات توقف كلي لحركة المرور، نتيجة انعدام الرؤية بفعل الغبار، ما استدعى تدخل الجهات المختصة لتنظيم السير وتوجيه المركبات نحو مسارات أكثر أماناً، وهو ما يعكس حجم التحديات التي تواجه الجهات المعنية في مثل هذه الظروف.
وتهيب الإدارة العامة للمرور بالجميع متابعة النشرات الجوية بشكل دوري، خاصة في المناطق المعرضة لموجات الغبار بشكل متكرر، وذلك لاتخاذ القرار المناسب بشأن القيادة أو تأجيل التنقل عند الضرورة، بما يساهم في تقليل عدد الحوادث وتعزيز السلامة العامة.
وشددت على أن الوعي المروري هو مسؤولية مشتركة بين الجهات الرسمية والمجتمع، داعية الجميع إلى التفاعل مع حملات التوعية التي تطلقها الإدارة بانتظام، والتي تهدف إلى رفع مستوى الثقافة المرورية وتعزيز ممارسات القيادة الآمنة في مختلف الظروف المناخية.
وفي سياق متصل، أكدت الإدارة أن فرقها الميدانية تواصل رصد الطرق ومتابعة حالات الطقس بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، لاتخاذ التدابير اللازمة وضمان انسيابية الحركة المرورية مع الحفاظ على أعلى مستويات الأمان للسائقين.
وتأتي هذه التوجيهات في إطار جهود مستمرة تقوم بها إدارة المرور للحد من الحوادث التي تنتج عن العوامل الجوية، لا سيما أن المملكة تشهد بين الحين والآخر تغيرات مفاجئة في الطقس تتطلب استعداداً متزايداً من قبل مستخدمي الطرق.
وتؤكد الإدارة على أهمية التواصل الفوري مع الجهات المختصة عند مواجهة أي حالة طارئة أثناء القيادة في أجواء الغبار، سواء من خلال أرقام الطوارئ أو التطبيقات الرسمية، وذلك لتقديم الدعم اللازم وضمان سرعة الاستجابة للحوادث أو الأعطال.
وختاماً، شددت الإدارة العامة للمرور على أن الالتزام بالتعليمات لا يحمي حياة السائق فقط، بل يعزز من سلامة المجتمع بأكمله، ويمثّل ركيزة أساسية في بناء بيئة مرورية آمنة تراعي تقلبات الطقس وتعزز من ثقافة المسؤولية لدى جميع مستخدمي الطرق.