الهلال الرابح الأكبر من البطولة

رغم الخروج من المونديال.. لماذا يُعتبر الهلال "الرابح الأكبر" من البطولة؟

كتب بواسطة: محمد مكاوي |

رغم أن مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية لم تصل إلى منصة التتويج، فإن النادي خرج منها بمكاسب مالية ضخمة لم تكن في الحسبان، "الزعيم" لم يغادر البطولة خالي الوفاض، بل غادرها محمّلاً بالأرباح والدروس والخبرات.

وقد مثّل الهلال الكرة السعودية في نسخة استثنائية من مونديال الأندية، حيث استعرض خلالها تاريخه العريق وحضوره القوي، ولفت الأنظار بأدائه وأسلوبه رغم صعوبة المواجهات التي خاضها، ومع نهاية البطولة، بدأ الحديث عن العوائد الاقتصادية التي جناها النادي من مشاركته الدولية.

إقرأ ايضاً:

رغم العواصف .. فهد بن نافل يقرر البقاء ويقود الهلال لفترة جديدة!بترخيص مزدوج وكاميرات ومواقف.. "البلديات" تفرض لائحة صارمة على مساكن العمالة!

وتشير التقارير إلى أن الهلال حصل على جوائز مالية تجاوزت حاجز الـ20 مليون ريال سعودي، وهو مبلغ يعد قياسيًا في تاريخ مشاركاته في البطولات القارية والعالمية، وهذه الجوائز لم تأتِ من النتائج فقط، بل شملت أيضًا عوائد البث والرعايات.

الجانب المالي لم يكن الوحيد في حسابات الهلال، إذ أسهمت مشاركته في رفع القيمة السوقية لعدد من لاعبيه، خصوصًا أولئك الذين تألقوا تحت أعين الكشافين العالميين، وهذا قد يُمهّد الطريق صفقات محتملة تدر أرباحًا إضافية مستقبلًا.

كما ساهمت هذه المشاركة في تعزيز العلامة التجارية للنادي، حيث ارتفعت نسبة متابعته على المنصات الرقمية، وتوسّعت قاعدته الجماهيرية على مستوى القارات، وهو ما يدعم خطط النادي في التوسع تجاريًا وتسويقيًا خلال المواسم المقبلة.

أما على صعيد التسويق الرياضي، فقد حظيت قمصان الهلال بإقبال غير مسبوق، وارتفعت مبيعاتها بنسبة لافتة عقب كل مباراة في المونديال، وتمكنت إدارة النادي من استثمار هذا الزخم بإطلاق حملات دعائية مشتركة مع الشركات الراعية.

ولم تكن شركات الرعاية بعيدة عن الصورة، فقد استفادت بدورها من الظهور العالمي للنادي، ما شجع بعضها على تمديد عقود الشراكة مع الهلال، بينما دخلت أخرى في مفاوضات للحصول على موطئ قدم ضمن رعاة "الزعيم".

من جانبها، تعاملت إدارة الهلال باحترافية عالية مع المشاركة، حيث أعدت ملفًا إداريًا واقتصاديًا محكمًا، استندت فيه إلى دراسات مسبقة لتقدير المكاسب المتوقعة، وقد أظهر هذا الملف نجاحًا كبيرًا في تحقيق أهدافه، سواء على الصعيد الرياضي أو المالي.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن عوائد البطولة ستُخصص جزئيًا لتدعيم صفوف الفريق بصفقات نوعية، بالإضافة إلى دعم المشاريع الاستثمارية الخاصة بالنادي، ما يعزز من استقلاليته المالية على المدى البعيد.

ويرى مراقبون أن ما حققه الهلال في هذه البطولة يمثل نقطة تحوّل في مسيرة الأندية السعودية، التي باتت تُدرك أن البطولات الدولية ليست فقط للتتويج، بل أيضًا لبناء القوة المالية والهيبة التسويقية على المدى البعيد.

وتُعد هذه المشاركة أيضًا نموذجًا يُحتذى به في كيفية استثمار الأحداث الرياضية الكبرى لتعظيم الإيرادات وتنويع مصادر الدخل، وهو ما يتماشى مع رؤية الرياضة السعودية الجديدة التي تدفع الأندية نحو الإدارة الاقتصادية الذكية.

ومع عودة البعثة الزرقاء إلى الرياض، لم يكن الاحتفاء فقط بالروح القتالية أو الأداء الفني، بل أيضًا بتقارير الإيرادات التي أكدت أن الهلال خرج من البطولة منتصرًا على صعيد الأرقام حتى وإن لم يتوج بالكأس.

وبهذا، يثبت "الزعيم" مجددًا أنه ليس مجرد فريق يسعى للألقاب، بل كيان رياضي اقتصادي قادر على التكيّف مع التحديات وتحويل التجارب الدولية إلى فرص ذهبية، تضمن له الاستدامة والريادة.

ولا شك أن ما حققه الهلال في كأس العالم للأندية سيبقى محفورًا في ذاكرة محبيه، ليس فقط كمشاركة تاريخية على الصعيد الرياضي، بل أيضًا كضربة استثمارية ناجحة تبرهن أن كرة القدم الحديثة تُدار بعقلية تتجاوز حدود الملعب.