إبرة المُدرّ

خطأ يتكرر في أقسام الطوارئ ... لا تُعطِ هذه الإبرة لأي مصاب بارتفاع الضغط!

كتب بواسطة: ليلى حمادة |

حذّر الدكتور خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، من ممارسة طبية خاطئة لا تزال تتكرر في بعض المستوصفات وأقسام الطوارئ، تتمثل في إعطاء إبرة المُدرّ بشكل مباشر لكل مريض يُراجع بتشخيص ارتفاع ضغط الدم، مؤكدًا أن هذا التصرف بعيد تمامًا عن المعايير الطبية الصحيحة، وقد يتسبب بمضاعفات غير ضرورية على صحة المريض.

وأوضح الدكتور النمر أن استخدام إبرة المُدرّ لا يتم إلا وفق حالات سريرية محددة، ولا يصح التعامل معها كخيار علاجي أولي في جميع حالات ارتفاع الضغط، كما يفعل بعض الممارسين دون تشخيص دقيق.

إقرأ ايضاً:

مدينة جازان الصناعية تعلن.. التسجيل مفتوح الآن في ورش مهنية معتمدة داخل أكاديمية جازان"لغة المستقبل في فصولنا".. السعودية تدرج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم العام

ولفت إلى أن المُدرّات تُستخدم فقط في حال وجود دلائل سريرية واضحة تُشير إلى احتباس السوائل داخل الجسم، وهي عادة ما تكون ناجمة عن مشاكل في عضلة القلب أو ضعف في وظائف الكلى، وهي حالات طبية تستدعي تدخلًا متخصصًا وليس فقط خفض ضغط الدم بشكل مؤقت.

وبيّن النمر أن علامات احتباس السوائل التي تستدعي إعطاء المُدرّ تشمل وجود تورّمات في الأطراف السفلية، ضيقًا في التنفس عند الاستلقاء، واحتقانًا رئويًا يظهر في صور الأشعة أو يُستدل عليه من خلال فحص سريري دقيق، وأضاف أن تجاهل هذه المعايير والاكتفاء بقياس ضغط الدم وحده دون النظر إلى الصورة السريرية الكاملة قد يؤدي إلى سوء استخدام الدواء وتفاقم حالة المريض.

وأشار إلى أن بقية حالات ارتفاع الضغط، سواء كانت طارئة أو شبه طارئة، لها بروتوكولات علاجية مختلفة ومعروفة بين الأطباء المتخصصين، تعتمد على أدوية خافضة للضغط تُعطى بجرعات مدروسة، وتُتابع آثارها على المريض بدقة، دون اللجوء إلى مُدرّات البول كخيار أول أو وحيد.

كما شدد على ضرورة أن يُصاحب أي قرار علاجي تقييم شامل يتضمن فحص التاريخ المرضي للمريض، ونمط حياته، وأي أمراض مزمنة يعاني منها، إضافة إلى إجراء فحوصات مخبرية وصور تشخيصية إذا لزم الأمر.

وأكد الدكتور النمر أن مثل هذه الممارسات العشوائية تُظهر خللًا في تقييم الحالات، وتُعرّض المرضى لخطر استخدام أدوية ليست مخصصة لحالتهم، ما قد يؤدي إلى هبوط حاد في ضغط الدم، أو خلل في أملاح الدم، وربما إلى مشاكل أكثر تعقيدًا في حال وجود أمراض قلبية أو كلوية غير مشخصة.

وقال إن ما يحتاجه المريض في مثل هذه الحالات هو رعاية طبية دقيقة، تقوم على تشخيص دقيق وخطة علاجية واضحة، لا تعتمد على حلول سريعة مؤقتة قد تخفي أعراضًا دون علاج السبب الفعلي للمشكلة.

واختتم النمر حديثه بالتأكيد على أهمية الوعي الطبي بين العاملين في القطاعات الصحية، وضرورة الالتزام بالإرشادات الطبية المعتمدة عند التعامل مع مرضى ارتفاع الضغط، داعيًا إلى عدم التسرع في إعطاء الأدوية دون تقييم دقيق، لأن العشوائية في التشخيص والعلاج قد تُحدث أضرارًا تتجاوز بكثير الأعراض التي جاء المريض من أجلها في المقام الأول.